بخشی از مقاله
الملخص :
يعد الشعر القصصي نوعا بارزا من أنواع الشعر الفارسي في آثار فريد الدين العطار، إذ جاء هذا الفن صورة واقعيۀ تجسد جوانب الحياة جميعها وخاصۀ الجانب الديني و الثقافي و الاجتماعي منها، و يکشف عن أمور عديدة اشتمل عليها هذا الجانب .وتعالج هذه الدراسۀ الادبيۀ بنسبۀ آثار و أفکار فريد الدين العطار التي اغني الآداب القيمۀ، لانه هو من أحد اکبر شعراء القصۀ الشعريۀ ومن اشهر الشعراء عصره .ان دراسۀ و تحليل القصۀ الشعريۀ التي هي من اروع فنون الادب و لها اهميۀ ضخمۀ. عندما ندارس القصۀ الشعريۀ نصل الي کلمتين متلائمتين : هما الشعر و القصۀ و کانا لهما دور أساسي في فنون الادب من البدايۀ تاريخ البشر حتي الان .ترجع أهميۀ هذا الموضوع الذي نهتم باختياره إلي شخصيۀ هذا الشاعر الکبير و کثرة الشعر القصصي في آثاره ومکانۀ القصۀ الشعريۀ في الثقافۀ الإسلاميۀ، و إبراز دورها و مکانتها في تنوير الأفکار في المجتمع الايراني، مع بيان ما يتصل بذلک من مواعظ وعبر. فالإسلام عندما حل بإيران انبثقت لدي الايرانيين طاقات علميۀ و فکريۀ هائلۀ، و وجدوا أنفسهم منجذبين إلي هذا الدين القويم .
الکلمات الرئيسيۀ: الشعر القصصي، فريد الدين العطار النيسابوري، منطق الطير
المقدمۀ
إذا نتحدث عن القصۀ الشعريۀ نتکلم عن جوانب الأدب الفارسي الشعري، لان تعبيرا عن الحياة الفارسيۀ نفسها و يمکننا أن أقوام الايرانيين القدامي في حياتهم يقيمون الحفلات في خلال القصص التي أسموها باسمهم «إيران » و هم يتحلقون ليلا أو نهارا في مجالسهم بعد النتهاء من العمل .
وبعد ذلک فأقبلوا علي الشعر، وراح شعراء الفرس ينشئون القصص وسيلۀ لبيان طريقتهم ، و شرح ما تدفق من إدراکهم وإحساسهم کمثل العطار النيشابوري الذي ألف کتاب «منطق الطير» وقصصا أخري( مقدمي فر ١٣٩٦هـ ش ، ٢٤)، وجلال الدين الرومي (المولوي) الذي أولع بضرب الأمثال في القصص ، «إن الشعر القصصي في آداب الشعوب الإسلاميۀ قد ازدهر علي يد الفرس وتنوعت فنونه و لقد کان المثنوي هو الشکل الأدبي الذي صاغ فيه الفرس ملاحمهم ورواياتهم ومطولاتهم الأدبيۀ والتعليميۀ»( کفافي ،١٩٧١م ، ص ٢٨٠).و إن کان بعض الشعراء الذين کانوا من أهل فارس قد استخدموه في نظم الأشعار العربيۀ المتأخرة التي عرفت باسم «المزدوج » أم المثنوي الذي کلعماد للشعر القصصي منذ نهايۀ القرن العاشر الميلادي (أواخر الرابع الهجري(براون ٢٠٠١ م .ص ٣٧).
قسم قصص فارسي الاسلامي تقسيمه من حيث الشکل و الصورة الي قسمين رئيسيين : الاول : الروايۀ و تسمي في الفارسيۀ «داستان » و الثاني: الحکايۀ و يسميها الفرس «حکايت » و الروايۀ نعني بها القصۀ المطولۀ التي استأثر بها الشعر فيما بعد فتحولت الي ما يسمي في عصرنا الحاضربالملحمۀ و يسمي في الادب الفارسي «حماسه » أما الحکايۀ التي هي القصۀ الفارسيۀ القصيرة فقد ساهم فيها النثر،و الشعر علي السواء و تزخر کتب الادب الفارسي نثره و شعره .
ترجمۀ حياة فريد الدين العطار النيسابوري
هو فريد الدين أبو حامد محمد بن ابي بکر ابراهيم اسحاق العطار(العطار، ٢٠٠٦م ص ١٢)ولد في مدينۀ نيسابور حوالي (سنۀ ٥١٣ هـ). وهي أحدي محافظۀ خراسان الرضوي في إيران وکلمۀ عطار معناها بائع الآدويه الشعبيۀ والتوابل والعطور، وأما تاريخ وفاة الشيخ العطار فقد اختلفت فيه آراء أصحاب التواريخ اختلافا کبيرا. يجعله في (سنۀ ٦٢٧-
٦٣٢-٦١٦ هجريۀ)(نفس المصدر). يقول العطار نفسه في کتاب (خسرو نامه ) بدأ نظم مثنويتي مصيبت نامه و الهي نامه
في دکان عطارته :
مصيبت نامه کاندوه جهان است الهي نامه که اسرار عيانست
بداروخانه کردم هر دو آغاز چه گويم زود رستم زين و آن باز
يعني کتاب المصيبۀ و هو الأحزان الدنيويۀ و الکتاب الإلهي الأسرار العيانيۀ شرعت في کليهما بالصيدليۀ، فما أقول بعد ، لقد فرغت من هذا و ذاک سريعا علي أي حال بلغ العطار بين أهل التصوف منزلۀ عظمي ، کما يقول جلال الدين الرومي :
هفت شهر عشق را عطار گشت ما هنوز اندر خم يک کوچه ايم
يعني:لقد اجتاز العطار مدن الحب أو العشق السبع ، بينما لا أزال أنا في الزاويۀ من دهليز ضيق .
للعطار ديوان عدد أبياته أربعون ألف بيت و يبلغ مجموع أشعاره بما في ذلک المثنويات و القصائد و الغزليات .
نظم هذه القصۀ الصوفيۀ الشاعر الصوفي فريد الدين العطار المتوفي سنۀ (٦٢٧هـ- ١٢٢٩ م )هذه القصيدة ، عن منظومۀ رمزيۀ تبلغ (٤٦٠٠)بيت و مو ضوعها هو بحث الطيور عن الطائر الوهمي المعروف بالعنقاء أو کما يسميه الايرانيون « سيمر غ » يعني ثلاثين طائرا و «الطيور» هنا ترمز الي السالکين من أهل الصوفيۀ و أما «العنقاء» فترمز الي «الله الحق » و تبدأ المنظومۀ کما هو العادة بجملۀ من المدايح في حمدالله و مدح الرسول و الخلفاء الراشدين الاربعۀ ،هو يشتمل علي خمسۀ و أربعين مقالا تنتهي بخاتمه و تبدأ القصۀ بتوجيه الخطاب و الترحيب بثلاثۀ عشر طائرا ينعقد بهم المجلس ، فيقررون أنه لابد لهم من أن يخضعوا أنفسهم لواحد منهم يجعلونه مرشدا لهم أثناء بحثهم عن العنقاء حتي يوقفوا الي العثور عليها ثم يختارون «الهدهد» کما هو معروف جدا بين المسلمين لأنه کان رسول «سليمان » إلي «بلقيس »ملکۀ سبأ يأخذ«الهدهد»في مخاطبهم بحديث طويل ينتهي بهذه الابيات (صفا ،١٣٨٨هـ.ش ، ج ٢ ص ٤٠٣ )
يبدأ العطار القصۀ بالحديث عن صفۀ الطيور فيرحب بالهدهد قائلا :
مرحبا اي هدهد هادي شده در حقيقت پيک هر وادي شده
اي به سرحد سبأ سير تو خوش با سليمان منطق الطير تو خوش
ديوار در بند و زندان باز دار تا سليمان وار باشي راز دار(منطق الطير٦٢٠)
معني:
١- مرحبا ايها الهدهد الهادي ، و في الحقيقۀ رسول کل منطقۀ
٢- يا من سيرک الي سبأ حسن ، و منطقک الطيري مع سليمان جميل
٣- احبس الشيطان في القيد و السجن ، لتصبح کسليمان صاحب سر
وسارسل بعد ذلک في سرد مناقب الهدهد و يخاطب کل طير من الطيور الاخري معددا او صافه و يمضي في ذلک الي آخر المقالۀ الاولي. لا شک أن منظومۀ منطق الطير من اعظم ما نظم في الادب الفارسي عامۀ و في الادب الصوفي خاصۀ.فالقاب القصصي الممتع الذي رکبت فيه بجانب المعاني الروحيۀ التي شملتها أعطتها هذه الاهميۀ بين کتب التصوف .الجدير بالذکر أن العطار اخذ اسم المنظومۀ من القرآن الکريم اذا يقول الله تعالي :﴿و ورث سليمان داود و قال يا أيها الناس علمنا منطق الطير و أوتينا من کل شي ء إن هذا لهو الفضل المبين ﴾(السورة النمل ،الآيۀ١٦).جميع الطيور التي تحدث عنها العطار طيور حقيقۀ، لها وجود في عالمنا الأرضي.
تعريف الشعر القصصي
قصۀ(قصص ): القصۀ جنس أدبي قريب من الواقعي و يتناول فيها الکاتب جانبا من جوانب الحياة (مقدمي فر ،١٣٩٥هـ ش ،٣٧) و في أبسط معانيها نوع من القول النثري أو الشعري ينقل أحداثا تحتوي لمبداي التتابع و التحول .و هي أحداث منزلۀ في مکان و ما جايۀ في الزمن و تنهض بها شخصيات (القاضي،٢٠١٠م ،٣٣٣ ).
قصۀ شعريۀ : أطلق هذا المصطلح في النقد الغربي علي جنس سردي نثري، يستعير من الشعر أدواته الفنيۀ ومفعوله .عندما ندارس بدراسۀ الشکل القصصي نصل الي هذه النتيجۀ ،ان التقنيۀ الشعريۀ حلقۀبين الروايه و القصيدة .فالقصۀ الشعريۀ ،مثل الروايۀ و سائر الأنواع القصصيۀ، تنعکس أحداث و تضمن عناصر القصۀ کمثل الشخصيۀ و المکان و الزمان و تربط بينها .و الجدير بالملاحظۀ أن من النقاد العرب من استخدم مصطلح « القصۀ الشعريۀ»مرادفا لمصطلحي«الشعر القصصي» و« القصيدة القصصيۀ».و هذه ألفاظ تکون مصدرا لبيان جنسين أدبيين مختلفين أحدهما نثري و الآخر شعري(القاضي،٢٠١٠م ،٣٣٥ ).
الشعر القصصي و مفهومه :صور متعددة للشعر القصصي منذ بدايۀ ظهوره في ادب العربي القديم و غير العربي، يسمي الشعر الملحمي، و لقد ظهر هذ النوع من الشعر الملحمي عند الهنود القدماء، کما ظهر في ايران منذ بدايۀ القرون الوسطي،لان يرتبط بموضوعات و حوادث قديمۀ التاريخ .وأطلق عليه الغربيون باسم «رومانس »(مير صادقي،١٣٨٨هـ ش ،١٥٨). لقد عرفت آدابنا الاسلاميۀ و ايرانيۀ هذا اللون من الشعر الملحمي قبل أن تعرفه أوروبا. لإن شعراء الصوفيۀ في ايران نظموا لونا جديدا و فريدا من الملاحم الأدبيۀ، کمثل «منطق الطير» لفريد الدين العطار،و«المثنوي» لجلال الدين الرومي.و ربما يعدان أعظم ملحمۀ ادبيۀ، منهما ظهرت من الآداب الاسلاميۀ.الشعر الأدبي و الملحمۀ الأدبيۀ عند فريدالدين العطار لا تدور حول مغامرات الحب و الحرب و الأسفار الحافلۀ بالأخطار، بل تدور حول تنوير أفکار الانسان و مشکلاته ، حول أصله و مصيره ، حول أخلاقيه فاضلۀ أو رذائله ، وقوته و ضعفه .
الشعر القصصي في الادب الفارسي :عندما نتحدث عن القصۀ فيالادب الفارسي لابد أن نرجع إلي عصور قديمۀ لانه للفرس قصص و أساطير و لقد ذکر في کتابهم الديني الأوستا، فقصص الملوک مملوءة بأساطير دينيۀ.استقرار الدولۀ العباسيۀ بمساعدة الإيرانيين اکتسبوا مکانۀ خاصۀ بين شعوب اسلاميۀ، تعلموا الفرس الوانا مختلفۀ من الادب و الفنون ، عن طريق کتابي الخطابۀ و الشعر لأرسطو، و في هذه الزمن نقل کتابان مهمان کان لهما شأن عظيم في تاريخ الأدب العربيه هما «کليله و دمنه » و هزار أفسانه «ألف ليلۀ و ليلۀ». و لقد شهدت حرکات استقلاليۀ في ايران أوائل القرن الثالث الهجري، أدت إلي قيام دويلات فارسيه ، فاقترن بقيام هذه الحکومۀ إحياء للأدب الفارسي. الواضح لنا اکثر شعر أبان بن عبدالحميد مزدوج و مسمط ، و استخدام شعر المزدوج فهو اکتشاف للطريقۀ التي اهتدي اليها الفرس فيما بعد، و عندما استخدموا هذا النوع من الشعر في نظم قصصهم ، يسمي ايرانيون باسم «المثنوي» و بهذا السبب الشعر القصصي في آداب الشعوب الاسلاميۀ قد ازدهر علي يد شعراءايرانيين .و المثنوي هو الشکل الأدبي الذي کون بيد ايرانيين مع ملاحمهم الأدبيۀ و التعليميۀ. کمثل شاعر فارسي کبير و هو الرودکي بدأ نظم ملاحم الفرس و ابومنصور الدقيقي نظم تاريخ الفرس و قصصهم البطولي(بدوي، ١٩٨١م ،٣٩٧ ).
فريدالدين العطار،وملحمته منطق الطير
هو شاعر من کبار شعراء الفرس ، لم يکتسب قط بالشعر، و لم يمدح أي أمير أو يذکر أي کبير من کبراء زمانه . و
شاعر فنان عاش للحريۀ و للفکر و للطموحات الروحيۀ و لايهتم بأمور دنيويۀ، و بهذا سبب يقول : به عمر خويش مدح کس نگفتم دري از بهر دنيا مي، نسفتم
معناه : لم أنشد الشعر في مدح رجل في طوال عمري، و لا نظمت الدر قط من أجل الدنيا.
کان فريد الدين العطار صوفيا و شاعرا بکل معني الکلمۀ و لقد کان ذا أثر بالغ في تطوير فني الغزل و الرباعي، و أثر أعمق أثرا في أدب الفرس و في الآداب الاسلاميۀ و تجاوز الي الآداب العالميۀ.عندما ندارس الفن القصصي في کتاب العطار «إلهي نامه » يبين لنا بصورة واضحۀ لتنوير أفکار الناس و لخدمۀ الفکر الصوفي في مکان و زمان يسکن به .و نجد في هذا الکتاب الشعر القصصي خلال أعماله الصوفيۀ الرمزيۀ، يتصور عروج روح الانسان إلي خالقه .اخذ الشاعر اسم کتابه من القرآن الکريم ، فقد جاء علي لسان سيدنا سليمان في سورة النمل ﴿وورث سليمان داوود وقال ياأيها الناس علمنا منطق الطير﴾ (سوره النمل / ١٦) .کما أوحت له السورة باتخاذ الهدهد رمرا للشيخ المرشد، فهو الطائر الذي دل نبي الله سيدنا سليمان علي ملکۀ سبأ، و خاطب نبي الله سيدنا سلمان بقوله ﴿فمکث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتک من سبإ بنبإ يقين ﴾ (سوره النمل / ٢٢).
في الواقع تدور کتاب منطق الطير حول فکرة الفناء، فناء الذات الإنسانيۀ في ذات الله ، و فکرة الفناء فيالاسلام ، الذي يکون سبيله ألوان المجاهدات و الحب الإلهي. و من ناحيۀ الأدبي هيکل القمۀ الشعريۀ عند العطار عملا أديبا ضخما ذا الترکيب ، بناه بناء حديثا بالخلاقۀ العبقريۀ. فملحمته مملوءة بمئات القصص الجانبيۀ تهدف الي تأييد مايقول الهدهد، و فيها قص طويلۀ هي قصۀ شيخ صنعان . کذلک وصف الأوديۀ السبعۀ، فکل واد منها يوصف و يوضح مشهد القصۀ اولا ثم تتبعه قصص و مقاصده و اسراره کما يريد.
المثنويات الصوفيه في الشعر القصصي
ظهرت المثنويات الصوفيۀ في الآداب الاسلاميۀ ملاحم أدبيۀ من مستوي عالي لإنه تدور حول البحث في حياة الانسان ، و مشکلاته الماديۀ و الروحيۀ، و يصل الي أرفع درجات کمال الإنسانيۀ. اقترنت ظهور هذه المثنويات مقترنا بتعقيد الحياة في المجتمع الاسلامي و انتشرت فکرة التصوف علي کثير من الشعراء و المفکرين الديني في انحاء الايران خاصۀ بخراسانات .وازدهر الشعر القصصي و الصوفي ازدهارا في تاريخ الشعرالإسلامي الذي يعد حدثا أدبيا خطيرا علي يد الشاعر الملتزم کعطار النيشابوري و في هذا الزمان وکان الشعر الفارسي هو الرائد في هذا الميدان .بهذا السبب أشار مولانا جلال الدين الرومي في مثنويۀ المشهور بعطار و سنائي في بيته الشهير الذي يقول فيه :
عطار روح بود و سنايي دو چشم او ما از پي سنايي و عطار آمديم
کان العطار روحا و کان سنايي عينيه ، و قد جئنا في أثر العطار و سنائي.
آثار العطار کما تعلم إن فريدالدين العطار النيشابوري (٦٢٧-٥٥٣ هـ.ق ) يعد من أبرز شعراء ايران ، و قد اهتم اهتماما في سبيل نشر المعاني العرفانيۀ، و علي طريق مکتوباته الشعريۀ و النثريۀ.وفنتاجات العطار المحققۀ في محال الشعر هي:الهي نامه ، خسرونامه ، أسرارنامه ، منطق الطير، مصيبت نامه ، و الديوان ، و مجموعۀ من الرباعيات المسماة بمختارنامه ، و في مجال النثر تذکرة الأولياء و الذي ضم في معظمه تقارير عن أحوال کبار الصوفيۀ و أقوالهم .(عطار ، ١٣٨٦ ص بيست و هشت ) يبدأ العطار في کتابۀ کتبه علي عادة الشعراء في زمانه بالمناجاة ، ثم ينتقل إلي مدح الرسول محمد (ص ) ثم مدح الخلفاء الأربعۀ(عطار،١٣٨٣ه ، ص ٢٣-٢٦.) و ثم ينتقل إلي المعاني الزهديۀ و بالوعظ و اختتامهم بالدعاء و الإنابۀ إلي الله تعالي.
حب الإلهي في شعر العرفانيۀ عند العطار
عندما ندارس آثار العطار نري لفظۀ الحب و الزهد، لانه حب الإلهي و الزهد الأساس الأول لترک ملذات الدنيا و التوجه إلي الآخرة ، خوفا من العقاب ، و رجاء في الثواب . وردت لفظۀ الحب في کتاب العطار جاء بمعني العشق في مواضع کثيرة منها اخذ العطار هذه المعاني من کتاب الله بقوله تعالي: ﴿ و من الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم کحب الله و الذين آمنوا أشد حبا لله ﴾ (سورة البقرة ، الآيۀ ١٦٥).